ما عسى الحوار أن يكون في عالم الحصار الدائم و سجن الهموم ؟ ، ماعسى الحوار أن يكون في ظل ثقافة الأنا ؟ ما عساه أن يكون دون موضوعية و رؤية معمقة لما يمكن التحاور فيه ؟ هي نتائج إنفصالنا المستمر عن ديننا و مبادئنا ، نتائج فقداننا الوعي بأصلنا النابع من تركيبة نمط إجتماعي حضاري عربي إسلامي ، كيف نسأل عن ماهية الحوار و هو يتخبط في تلفيقية البعض و ترقيع الخطأ بالأخطاء و التمادي في تكرير نفس الخطأ مرات و مرات و الذهاب بعيدا بأفكارنا كأن من يكذب و يصدق نفسه يعتبر صادقا !! .
نحن لا نلف حبال الموت حول أعناق بعضنا ، الحرية للجميع و لا أحد مكبل الأيدي أو معلثم اللسان ، كلنا أبناء لغة الضاد و ارتوينا من منبعها ، لا نقبل أن يلعب بمشاعرنا و لا بعقولنا بكلمات متلاصقة مهما كان تجانسها تبقى دون روح تشرح صدورنا و تروي تعطشنا لمعرفة الحقيقة .
الحوار لا إلغاء ، و حياة "الأنا" ليست مرهونة بموت "الآخر" لأن الذاتية لا تناقض بالضرورة الغيرية . إن المحاور يتميز بالإنفتاح المستمر ، و الخروج الدائم من الذات إلى موضوع الحوار للإلتقاء به و التعرف على خباياه ، و إكتشاف رموزه التي هي بعض من حقيقته و وجها آخر لذاته .
الحوار إخوتي إبداع و تأطير شامل للموضوع داخل فضاء لا ينتهي أبدا ، الذي يريد أن يكون منغلقا ولا يأبه بالتآويل لن يفيدنا في شيء غير القنوط و الملل لأن الحوار معرفة بها نتطلع للحقيقة بالسؤال و البحث لا إيديولوجيا تجنح نحو الإنكماش و التقوقع .
و الحوار عقل متفتح يعمل على إكتشاف نفسه بإستمرار ، يعاني دائما من لحظة الإختيار المتعدد مع أنها ثمرة جهد المتحاورين حتى لا يغدو الحل نصا نثريا مليئا بالكنايات و الإستعارات و خاليا في جوهره من أي ثوابت و ما نصل إليه في الأخير يكون الخواء و التقرير الجامد .
الحوار مواجهة للموضوع و ليس للأطراف الأخرى ، نحن دائما نترك الفيصل و نلتهي بتوافه الأمور لنخوض في جدال جاهلي نبرز فيه بواطن لفظية يلجأ إليها المرء كلما يحس بفشل فلسفته في التحاور الذي هو أصلا معالجة إشكالية في غنى عن أي غموض و شوائب إضافية . إن وجودنا هنا و في هذه الظروف لا معنى له إذا لم نأخذ القواعد الأساسية لطرح إنشغالاتنا و العمل بها .
الحوار إخوتي أخواتي بالضرورة يولد وسط أحكام و إختلاف في المناهج و دوره في هذه الظروف ترتيب فوضى الأفكار و أي إنهمار لغوي طائش لا معنى له يعرض الحوار للتخبط من جديد و يأخر عقارب الساعة للوراء .
و الحوار مسؤولية و هو عملية على جانب كبير من الأهمية و الخطورة ، و لا ينهض به إلا من يستطيع الفهم الكافي للتيارات التي تحرك الحلول بالإستناد إلى الثقافة الشاملة و "الذهنية الواسعة" و الإحاطة الواعية بموضوع الإشكال كرؤيا كلية لما يمكن طرحه من حلول . إن المعاشرة الحقيقية و الإحتكاك الدائم لظروف حياتنا و المعاناة من أكبر مشاكلاتها يعطينا الدفع المعنوي للتحاور بما أنه ظاهرة حضارية تتموضع بالنسبة لنا في سياق الإستراتيجيات لأننا ملزمون بالخوض في معترك الواقع بكل أبعاده المتكاملة و بلوغ ما يرضينا ، و لا قيام لهذا الأخير بغير السؤال و البحث عن الإجابات المتعددة عند الآخرين ، و من خلال الآراء المتباينة لإيجاد المعنى المشترك الذي يؤلف الحل على محك التجربة ، لذلك يجب أن تختزل المسافات البعيدة بين "الأنا" و "الآخر" أو بين المحاور و محاوريه ، و يجب تردم الهوة السحيقة بين طرفي هذه العملية الحضارية لتكون جسر تواصل كلي و تفاعل خصب ، يساعد على تكامل الآراء و إتساع الأفق الفكري الذي يستوعب الحقيقة مهما تكن دون لون محدد لها .
في الأخير أتمنى أن ننسى ذواتنا المتحاورة لأننا نسعى لإيجاد أداة البحث عن الحق و الحقيقة و ننتطلع لفكر حر أصيل لا فكر يغلب عليه الطغيان والوهم و الخرافة ، و يسوده التقليد و الإقتباس و يكثر فيه الزيف المعمم ليصبح صوتا مبحوحا لا يسمعه إلا صاحبه فينهي حواره بالقطيعة و اللاحل فكرا منه على أنها أزمة في ظل الانقطاع و غياب الحوار .
تمنياتي لكم بمستقبل واعد في ظل ثقافة إسمها الحوار.
نحن لا نلف حبال الموت حول أعناق بعضنا ، الحرية للجميع و لا أحد مكبل الأيدي أو معلثم اللسان ، كلنا أبناء لغة الضاد و ارتوينا من منبعها ، لا نقبل أن يلعب بمشاعرنا و لا بعقولنا بكلمات متلاصقة مهما كان تجانسها تبقى دون روح تشرح صدورنا و تروي تعطشنا لمعرفة الحقيقة .
الحوار لا إلغاء ، و حياة "الأنا" ليست مرهونة بموت "الآخر" لأن الذاتية لا تناقض بالضرورة الغيرية . إن المحاور يتميز بالإنفتاح المستمر ، و الخروج الدائم من الذات إلى موضوع الحوار للإلتقاء به و التعرف على خباياه ، و إكتشاف رموزه التي هي بعض من حقيقته و وجها آخر لذاته .
الحوار إخوتي إبداع و تأطير شامل للموضوع داخل فضاء لا ينتهي أبدا ، الذي يريد أن يكون منغلقا ولا يأبه بالتآويل لن يفيدنا في شيء غير القنوط و الملل لأن الحوار معرفة بها نتطلع للحقيقة بالسؤال و البحث لا إيديولوجيا تجنح نحو الإنكماش و التقوقع .
و الحوار عقل متفتح يعمل على إكتشاف نفسه بإستمرار ، يعاني دائما من لحظة الإختيار المتعدد مع أنها ثمرة جهد المتحاورين حتى لا يغدو الحل نصا نثريا مليئا بالكنايات و الإستعارات و خاليا في جوهره من أي ثوابت و ما نصل إليه في الأخير يكون الخواء و التقرير الجامد .
الحوار مواجهة للموضوع و ليس للأطراف الأخرى ، نحن دائما نترك الفيصل و نلتهي بتوافه الأمور لنخوض في جدال جاهلي نبرز فيه بواطن لفظية يلجأ إليها المرء كلما يحس بفشل فلسفته في التحاور الذي هو أصلا معالجة إشكالية في غنى عن أي غموض و شوائب إضافية . إن وجودنا هنا و في هذه الظروف لا معنى له إذا لم نأخذ القواعد الأساسية لطرح إنشغالاتنا و العمل بها .
الحوار إخوتي أخواتي بالضرورة يولد وسط أحكام و إختلاف في المناهج و دوره في هذه الظروف ترتيب فوضى الأفكار و أي إنهمار لغوي طائش لا معنى له يعرض الحوار للتخبط من جديد و يأخر عقارب الساعة للوراء .
و الحوار مسؤولية و هو عملية على جانب كبير من الأهمية و الخطورة ، و لا ينهض به إلا من يستطيع الفهم الكافي للتيارات التي تحرك الحلول بالإستناد إلى الثقافة الشاملة و "الذهنية الواسعة" و الإحاطة الواعية بموضوع الإشكال كرؤيا كلية لما يمكن طرحه من حلول . إن المعاشرة الحقيقية و الإحتكاك الدائم لظروف حياتنا و المعاناة من أكبر مشاكلاتها يعطينا الدفع المعنوي للتحاور بما أنه ظاهرة حضارية تتموضع بالنسبة لنا في سياق الإستراتيجيات لأننا ملزمون بالخوض في معترك الواقع بكل أبعاده المتكاملة و بلوغ ما يرضينا ، و لا قيام لهذا الأخير بغير السؤال و البحث عن الإجابات المتعددة عند الآخرين ، و من خلال الآراء المتباينة لإيجاد المعنى المشترك الذي يؤلف الحل على محك التجربة ، لذلك يجب أن تختزل المسافات البعيدة بين "الأنا" و "الآخر" أو بين المحاور و محاوريه ، و يجب تردم الهوة السحيقة بين طرفي هذه العملية الحضارية لتكون جسر تواصل كلي و تفاعل خصب ، يساعد على تكامل الآراء و إتساع الأفق الفكري الذي يستوعب الحقيقة مهما تكن دون لون محدد لها .
في الأخير أتمنى أن ننسى ذواتنا المتحاورة لأننا نسعى لإيجاد أداة البحث عن الحق و الحقيقة و ننتطلع لفكر حر أصيل لا فكر يغلب عليه الطغيان والوهم و الخرافة ، و يسوده التقليد و الإقتباس و يكثر فيه الزيف المعمم ليصبح صوتا مبحوحا لا يسمعه إلا صاحبه فينهي حواره بالقطيعة و اللاحل فكرا منه على أنها أزمة في ظل الانقطاع و غياب الحوار .
تمنياتي لكم بمستقبل واعد في ظل ثقافة إسمها الحوار.