في أفلام الخيال العلمي التي شاهدناها في العقود الماضية، كان واضحا أن المؤلفين مقتنعين باقتراب عصر الكومبيوتر الذي "يتواصل" مع الإنسان من خلال الحواس كالنظر واللمس وسواهما من الحواس. ولذلك فهم عرضوا علينا كمشاهدين توقعاتهم فتخيّلوا أجهزة كومبيوتر تتلقى الأوامر بالصوت والصورة وحتى بإشارات اليد وصولا الى أجهزة تتفاعل مع الأوامر الباطنية في العقل.
وقد اختبر عدد كبير من مستخدمي الكومبيوتر نوعا من التقنيات التجارية التي تسمح بتشغيل البرامج بالصوت واللمس، لكنها شكلت فشلا كبيرا لكل الشركات التي صنعتها وسوّقتها لأسباب مختلفة.
أما في المجال العسكري فمن المعروف أن بعض الجيوش تتمتع اليوم في مراكز "القيادة والسيطرة" بمجموعة واسعة من تقنيات الحواس المعلوماتية لكننا لا نعرف بالدقة مدى نجاحها لأننا لم نجربها. لكن التطورات الجديدة في هذا المجال تنبئ بإمكان إعادة إطلاق هذه التقنيات للمستخدمين، بأشكال حديثة تستند إلى تطورات على مستويي البرامج والتطبيقات من جهة وقدرات الكومبيوتر المتزايدة من جهة أخرى.
غايتس يبشر بعصر جديد
واحد من أبرز المبشرين بالكومبيوتر الذي يتفاعل من خلال الحواس مع مستخدمه هو رئيس شركة مايكروسوفت بيل غايتس الذي أطلق تصريحات عدة على المدى الأعوام الماضية، تؤكد أن عصر الكومبيوتر الذي يعمل من خلال الحواس على وشك تحقيق نجاحات كبيرة.
آخر هذه التصريحات التي أدلى بها غايتس كانت منذ أسابيع حين قال "ان علاقة الإنسان بالكومبيوتر ستتغير بشكل جذري في السنوات الخمس المقبلة".
وتوقع غايتس أن ينسحب من ساحة الكومبيوتر كل من لوحة المفاتيح و"الماوس" لمصلحة أدوات أكثر طبيعية وعفوية تعتمد على الحواس مثل حواس اللمس والرؤية والنطق.
وأضاف غايتس ان مايكروسوفت ستوفر آليات لتشغيل الكومبيوتر وإدارة أنظمته وبرامجه من خلال اللمس واستخدام حاسة النظر بحيث يرى الكومبيوتر ما يقوم به المستخدم. وقال: "سنضيف القلم والنطق كأدوات لمعالجة الكومبيوتر".
وفي سياق دعم رأيه حول مستقبل الكومبيوتر ذكر غايتس "كومبيوتر الطاولة" Table PC الجديد الذي يشبه الطاولة الكبيرة المسطحة. وشرح كيف أن المساحات الكبيرة في شاشة كومبيوتر الطاولة تتجاوب مع اللمس وتتفاعل مع رغبات المستخدمين وأوامرهم.
واعتبر أن العالم سيشهد خلال السنوات الخمس المقبلة تغييرات كبيرة تسمح بتشغيل برامج مشاهدة الصور والإستماع الى الموسيقى وتحرير النصوص من خلال حواس مثل النظر أو اللمس ومن دون الإعتماد على لوحة المفاتيح والماوس.
ليست جديدة
التوقعات التي أطلقها غايتس ليست جديدة كما أن أسواق المعلوماتية العالمية تترقب المرحلة الجديدة وخصوصا مع التطور الكبير لقدرات الكومبيوتر سواء على مستوى "المعالج" Processor أو على مستوى أنظمة التشغيل التي تواكب تطور قدرات التقنيات الجديدة. وعلى الرغم من فشل تسويق عدد كبير من التقنيات المعلوماتية التي تعمل باللمس أو النظر إلا أنها موجودة وبعضها أطلق منذ أعوام، وبعضها الآخر أسس للمرحلة التي يبدأ فيها عصر الكومبيوتر الذي يعمل من خلال الحواس. ففي نهاية العقد الماضي طوّرت شركة، كومبيوتر جديداً إسمه "بوما" يمكن ارتداءه.
ويسمح هذا الجهاز بتصفح الرسائل الإلكترونية والاستماع إلى الموسيقى والقيام بألعاب إلكترونية وإجراء إتصالات خلوية أثناء السير.
ويُركّب هذا الجهاز على الرأس ولديه القدرات نفسها التي يتمتع بها الكومبيوتر العادي وخصوصا على مستوى إظهار الصور التي يمكن رؤيتها على جهاز الكومبيوتر المكتبي، ووزنه لا يتجاوز 85 غراما. ويتمتع الجهاز بكل قدرات الهاتف الخلوي. ويعد جهاز "بوما" في مرتبة وسطى بين الكومبيوتر الشخصي والهاتف الخلوي.
وهو جزء من توجه جديد يرمي إلى صناعة منتجات تمكن الناس من استخدام الكومبيوتر في أي مكان وزمان. وتسعى الشركات العاملة في هذا المجال إلى التوصل إلى جهاز مثالي يؤدي كل الأغراض المنشودة، على أن يكون صغير الحجم. وبلغ ثمن "بوما" يومها 1499 دولاراً أميركياً. وتوقعت الشركة المصنّعة لهذا الجهاز أن تندمج مجموعة كبيرة من الأجهزة الرقمية في أماكن جديدة كعدسات النظر وحتى تحت جلد الإنسان.
يد الكومبيوتر
وفي تجربة أخرى "مد" علماء اميركيون وبريطانيون أيديهم عبر البحار لـ "يتصافحوا" من طريق الإنترنت في أول عرض علني عن آخر ما توصلت إليه تطبيقات "تكنولوجيا اللمس". وفي تجربة مشتركة تمكن علماء من لندن وبوسطن من لمس يد بعضهم البعض والتعاون في تنفيذ أعمال حركية بسيطة بالرغم من المسافة التي تفصلهم والتي تصل إلى ثلاثة آلاف ميل.
وباستخدام أجهزة خاصة قادرة على تزويد معلومات عمّا تقوم به، يستطيع المشاركون الإحساس مباشرة بالجذب والدفع وتحريك أشياء عبر أجهزة يتحكم في حركتها الكومبيوتر في عالم افتراضي مشترك. ولكن من المستبعد أن تصل تكنولوجيا الاستشعار البعيد هذه إلى المنازل في المستقبل القريب وذلك لأنها تحتاج إلى شبكات ربط في غاية التعقيد والتطور.
وقد اختبر عدد كبير من مستخدمي الكومبيوتر نوعا من التقنيات التجارية التي تسمح بتشغيل البرامج بالصوت واللمس، لكنها شكلت فشلا كبيرا لكل الشركات التي صنعتها وسوّقتها لأسباب مختلفة.
أما في المجال العسكري فمن المعروف أن بعض الجيوش تتمتع اليوم في مراكز "القيادة والسيطرة" بمجموعة واسعة من تقنيات الحواس المعلوماتية لكننا لا نعرف بالدقة مدى نجاحها لأننا لم نجربها. لكن التطورات الجديدة في هذا المجال تنبئ بإمكان إعادة إطلاق هذه التقنيات للمستخدمين، بأشكال حديثة تستند إلى تطورات على مستويي البرامج والتطبيقات من جهة وقدرات الكومبيوتر المتزايدة من جهة أخرى.
غايتس يبشر بعصر جديد
واحد من أبرز المبشرين بالكومبيوتر الذي يتفاعل من خلال الحواس مع مستخدمه هو رئيس شركة مايكروسوفت بيل غايتس الذي أطلق تصريحات عدة على المدى الأعوام الماضية، تؤكد أن عصر الكومبيوتر الذي يعمل من خلال الحواس على وشك تحقيق نجاحات كبيرة.
آخر هذه التصريحات التي أدلى بها غايتس كانت منذ أسابيع حين قال "ان علاقة الإنسان بالكومبيوتر ستتغير بشكل جذري في السنوات الخمس المقبلة".
وتوقع غايتس أن ينسحب من ساحة الكومبيوتر كل من لوحة المفاتيح و"الماوس" لمصلحة أدوات أكثر طبيعية وعفوية تعتمد على الحواس مثل حواس اللمس والرؤية والنطق.
وأضاف غايتس ان مايكروسوفت ستوفر آليات لتشغيل الكومبيوتر وإدارة أنظمته وبرامجه من خلال اللمس واستخدام حاسة النظر بحيث يرى الكومبيوتر ما يقوم به المستخدم. وقال: "سنضيف القلم والنطق كأدوات لمعالجة الكومبيوتر".
وفي سياق دعم رأيه حول مستقبل الكومبيوتر ذكر غايتس "كومبيوتر الطاولة" Table PC الجديد الذي يشبه الطاولة الكبيرة المسطحة. وشرح كيف أن المساحات الكبيرة في شاشة كومبيوتر الطاولة تتجاوب مع اللمس وتتفاعل مع رغبات المستخدمين وأوامرهم.
واعتبر أن العالم سيشهد خلال السنوات الخمس المقبلة تغييرات كبيرة تسمح بتشغيل برامج مشاهدة الصور والإستماع الى الموسيقى وتحرير النصوص من خلال حواس مثل النظر أو اللمس ومن دون الإعتماد على لوحة المفاتيح والماوس.
ليست جديدة
التوقعات التي أطلقها غايتس ليست جديدة كما أن أسواق المعلوماتية العالمية تترقب المرحلة الجديدة وخصوصا مع التطور الكبير لقدرات الكومبيوتر سواء على مستوى "المعالج" Processor أو على مستوى أنظمة التشغيل التي تواكب تطور قدرات التقنيات الجديدة. وعلى الرغم من فشل تسويق عدد كبير من التقنيات المعلوماتية التي تعمل باللمس أو النظر إلا أنها موجودة وبعضها أطلق منذ أعوام، وبعضها الآخر أسس للمرحلة التي يبدأ فيها عصر الكومبيوتر الذي يعمل من خلال الحواس. ففي نهاية العقد الماضي طوّرت شركة، كومبيوتر جديداً إسمه "بوما" يمكن ارتداءه.
ويسمح هذا الجهاز بتصفح الرسائل الإلكترونية والاستماع إلى الموسيقى والقيام بألعاب إلكترونية وإجراء إتصالات خلوية أثناء السير.
ويُركّب هذا الجهاز على الرأس ولديه القدرات نفسها التي يتمتع بها الكومبيوتر العادي وخصوصا على مستوى إظهار الصور التي يمكن رؤيتها على جهاز الكومبيوتر المكتبي، ووزنه لا يتجاوز 85 غراما. ويتمتع الجهاز بكل قدرات الهاتف الخلوي. ويعد جهاز "بوما" في مرتبة وسطى بين الكومبيوتر الشخصي والهاتف الخلوي.
وهو جزء من توجه جديد يرمي إلى صناعة منتجات تمكن الناس من استخدام الكومبيوتر في أي مكان وزمان. وتسعى الشركات العاملة في هذا المجال إلى التوصل إلى جهاز مثالي يؤدي كل الأغراض المنشودة، على أن يكون صغير الحجم. وبلغ ثمن "بوما" يومها 1499 دولاراً أميركياً. وتوقعت الشركة المصنّعة لهذا الجهاز أن تندمج مجموعة كبيرة من الأجهزة الرقمية في أماكن جديدة كعدسات النظر وحتى تحت جلد الإنسان.
يد الكومبيوتر
وفي تجربة أخرى "مد" علماء اميركيون وبريطانيون أيديهم عبر البحار لـ "يتصافحوا" من طريق الإنترنت في أول عرض علني عن آخر ما توصلت إليه تطبيقات "تكنولوجيا اللمس". وفي تجربة مشتركة تمكن علماء من لندن وبوسطن من لمس يد بعضهم البعض والتعاون في تنفيذ أعمال حركية بسيطة بالرغم من المسافة التي تفصلهم والتي تصل إلى ثلاثة آلاف ميل.
وباستخدام أجهزة خاصة قادرة على تزويد معلومات عمّا تقوم به، يستطيع المشاركون الإحساس مباشرة بالجذب والدفع وتحريك أشياء عبر أجهزة يتحكم في حركتها الكومبيوتر في عالم افتراضي مشترك. ولكن من المستبعد أن تصل تكنولوجيا الاستشعار البعيد هذه إلى المنازل في المستقبل القريب وذلك لأنها تحتاج إلى شبكات ربط في غاية التعقيد والتطور.